تستهدف 1.8 مليون شخص.. الصحة العالمية تطلق حملة تطعيم واسعة ضد الكوليرا في دارفور

أطلقت وزارة الصحة السودانية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، حملة تطعيم ضخمة ضد وباء الكوليرا في ولايات دارفور، في خطوة عاجلة تهدف إلى تطعيم ما يقرب من 1.86 مليون شخص من عمر سنة فما فوق، باستخدام اللقاحات الفموية.

بدأت الحملة في 21 سبتمبر 2025 بمحليات نيالا جنوب ونيالا شمال وبليل بجنوب دارفور، وتوسعت في اليوم التالي لتشمل محليتي أبو جابرة والضعين بشرق دارفور.

ووفق المخطط، ستستمر الحملة لمدة 10 أيام لتغطي ست محليات رئيسية، وتستهدف الوصول إلى 97% من السكان هناك، في ظل الارتفاع المقلق في أعداد الإصابات.

تأتي الحملة في وقت بالغ الصعوبة، حيث يواجه الإقليم أزمة إنسانية مركبة جراء النزاع المسلح المستمر، ونقص الخدمات الأساسية، وصعوبة إيصال الإمدادات الطبية إلى المناطق المتضررة.

وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فقد تم منذ مايو الماضي تسجيل 12,739 إصابة و358 وفاة بالكوليرا في دارفور وحدها.

على المستوى القومي، يُعد هذا التفشي الأطول في تاريخ السودان، حيث سجلت البلاد منذ يوليو 2024 أكثر من 113 ألف إصابة و3029 وفاة في جميع الولايات الثماني عشرة.

قال الدكتور شبل السحباني، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان:"فرقنا تعمل بلا كلل مع شركاء الصحة لضمان نجاح الحملة وحماية الفئات الأكثر ضعفًا من تفاقم انتشار الكوليرا".

وأكد أن حماية سكان دارفور وبقية أنحاء السودان من الأمراض المعدية تظل أولوية قصوى، مضيفاً:"لقد دأبنا لعقود على تقديم الدعم الصحي للسودان، وسنواصل العمل من أجل إنقاذ الأرواح وتقليل معاناة الناس".

وتم توفير الجرعات من خلال مجموعة التعاون الدولي بشأن توفير اللقاحات (ICG)، التي تضم منظمة الصحة العالمية واليونيسف والاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر وأطباء بلا حدود، بدعم مالي من التحالف العالمي للقاحات (Gavi).

كما أشرفت الفرق الأممية على عمليات النقل عبر الحدود وخطوط التماس لضمان وصول اللقاحات في الموعد المحدد.

الكوليرا مرض إسهالي حاد تسببه بكتيريا ضمة الكوليرا، وغالباً ما ينتشر بسبب تلوث المياه والطعام.

وفي دارفور، أدى النزوح الجماعي وانهيار البنية التحتية، إلى جانب موسم الأمطار والفيضانات، إلى خلق بيئة خصبة لانتشار العدوى.

ويرى خبراء الصحة أن التطعيم وحده لا يكفي، بل يجب أن يترافق مع إجراءات شاملة تشمل:

تحسين شبكات المياه والصرف الصحي.

تعزيز مراقبة الأوبئة والإبلاغ المبكر.

توفير العلاج السريع للحالات المصابة.

إشراك المجتمعات المحلية في التوعية بمخاطر المرض وطرق الوقاية.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن هذه الحملة ليست سوى جزء من استجابة متعددة القطاعات، تهدف إلى احتواء الوباء وتقليل معدلات الوفيات. كما يجري التخطيط لإطلاق مرحلة إضافية من التطعيم في شمال دارفور قبل نهاية سبتمبر الجاري.